وقفات إيمانية
--------------------------------------------------------------------------------
*تأمل أيها المسلم عِظَم مكانتك عند الله عز و جل :
مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول :أسألك
بحرمة هذا البيت أن تغفر لي . فقال الرسول عليه الصلاة والسلام يا عبد
الله ، سل بحرمتك فإن حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة هذا البيت ) !!!
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) .
من قصص التائبين :
ذُكر أن الفضيل بن عياض كان شاطرا في قطع الطريق وكان يتعشق جارية فبينما
هو ذات ليلة يتسور عليها جدارا إذ سمع قارئا يقرأ : ( ألم يأن للذين آمنوا
أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) ، فقال: بلى ، فتاب ، وأقلع عما كان عليه ،
ورجع إلى خربة ، فبات بها ، فسمع سفاراً يقول : خذوا حذركم ؛ أن فضيلاً
أمامكم يقطع الطريق ، فأمنهم واستمر على توبته ، حتى كان منه ما كان من
السيادة والعبادة والزهادة ، ثم صار علماً يقتدى به ويهتدى بكلامه وفعاله .
قال إبراهيم بن بشار : قلت لإبراهيم بن أدهم : كيف كان بدء أمرك ؟ قال:
غير ذا أولى بك ، قال : فقلت : أخبرني لعل الله أن ينفعنا به يوماً ، قال
: كان أبي من الملوك المياسير وحبب إلينا الصيد فركبت يوماً فثار أرنب أو
ثعلب فحركتُ فرسي فسمعت نداءاً من ورائي : ليس لذا خُلقتَ ولا بذا أُمرتَ
، فوقفتُ أنظر يمنة ويسرة فلم أر أحداً فقلت : لعن الله إبليس ، ثم حركتُ
فرسي فأسمع نداءا أجهر من ذلك : يا إبراهيم ليس لذا خلقت ولا بذا أُمرت ،
فوقفتُ أنظر فلا أرى أحداً فقلت : لعن الله إبليس ، فأسمع نداء من قربوس
(حنو الفرس) سرجي بذاك ، فقلت : أنبهت ،أنبهت ، جاءني نذير ، والله لاعصيت
الله بعد يومي ما عصمني الله ، فرجعتُ الى اهلي فخليتُ فرسي ثم جئتُ الى
رعاة لأبي فأخذتُ جبة كساء وألقيتُ ثيابي إليه ثم أقبلتُ الى العراق
فعملتُ بها أياماً فلم يصف لي منها الحلال فقيل لي : عليك بالشام .
قال مالك بن دينار رحمه الله : رأيتُ في البادية في يوم شديد البرد شاباً
عليه ثوبان خلقان وعليه آثار الدعاء وأنوار الاجابة فعرفته وكنتُ قبل ذلك
عهدته في البصرة ذا ثروة وحسن حال وكان ذا مالٍ وآمال . قال : فبكيت لما
رأيته على تلك الحال فلما رآني بكى وبدأني بالسلام وقال لي : يا مالك بن
دينار ما تقول في عبد أبق ( أي هرب ) من مولاه ؟ فبكيت لقوله بكاءاً
شديداً وقلت له :وهل يستطيع المسكين ذلك ؟ البلاد بلاده والعباد عباده
فأين يهرب ؟ فقال : يا مالك سمعتُ قارئاً يقرأ ( يومئذ تُعرضون لا تخفى
منكم خافية ) فأحسستُ في الحال بنار وقعت بين ضلوعي فلا تخمد ولا تهدأ من
ذلك اليوم . يا مالك أتراني أرحم وتطفأ هذه الجمرة من قلبي ؟
فقلت له : أحسن الظن بمولاك فإنه غفور رحيم . ثم قلت له : إلى أين ؟ قال:
الى مكة شرفها الله تعالى لعلي ممن أكون إذا ألتجأ الى الحرم استحق مراعاة
الذمم .
قال مالك : ففارقني ومضى فتعجبتُ من وقوع الموعظة منه موقعها وما تأجج بين
جنبيه من نار التيقظ و الإنابة وما حصل عليه من صدق القبول وحسن الاستماع
.
لاتنسوني من الدعاء
اختكــمـ :
حلا وكلي غلا